الأحد، 9 ديسمبر 2012

نماذج التدخل المبكر



يقصد بالنموذج هنا النمط الشائع في تقديم خدمات التدخل المبكر. في العقود الماضية تم تطوير عدة نماذج. كل نموذج من هذه النماذج له إيجابياته وسلبياته. وبعض هذه النماذج أكثر ملائمة من النماذج الأخرى لبعض فئات الأطفال أو لبعض الأماكن (المواقع) أو لبعض المجتمعات
وسنتعرف من خلال هذه الوحدة على خمسة نماذج هي
التدخل المبكر المقدم في المنزل
التدخل المبكر المقدم في المركز
التدخل المبكر المقدم في كل من المركز والبيت
التدخل المبكر من خلال تقديم الاستشارات للوالدين
التدخل المبكر المقدم في المستشفى
التدخل المبكر في المنزل

الخدمات يتم تقديمها للطفل في منزله. عادة تذهب مدربة أو معلمة أسرية  إلى المنزل مرة إلى ثلاث مرات في الأسبوع. غالبا ما يطبق هذا النموذج في الأماكن الريفية حيث يصعب نقل الطفل المعوق إلى مركز متخصص. فقد يستغرق نقل الطفل بالمواصلات وقتا طويلا، وقد يكون هناك عدد قليل من الأطفال المعوقين الذين يقطنون بعيدا عن بعضهم البعض. وغالبا ما يخدم هذا النموذج الأطفال الذين يقل عمرهم هن سنتين إلا أن الأطفال الأكبر سنا قد تقدم لهم خدمات تدخل مبكر في المنزل
وتبعا لهذا النموذج بقوم الأخصائي بتقييم الطفل لمعرفة وتحديد المهارات التي يحتاج إلى أن يكتسبها. ومن ثم تقوم المدربة أو المعلمة الأسرية بتدريب ولي الأمر على تنفيذ الأنشطة التدريبية. وتستمر المدربة بمتابعة تنفيذ ولي الأمر للأنشطة والتقدم الذي يحرزه الطفل. أهم جزء في عمل المدربة الأسرية هو تدريب ولي الأمر. وأفضل أسلوب لعمل ذلك هو أن تصف المدربة لولي الأمر ما يجب عليه عمله، وبعد ذلك أن توضح لولي الأمر كيف يعمل الشيء، ومن ثم أن تطلب من ولي الأمر أن ينفذ النشاط أمامها،  وأخيرا أن تقدم لولي الأمر تغذية راجعة عن أدائه. ويجب تدريب ولي الأمر على جمع البيانات لتتمكن المعلمة الأسرية من تقييم فاعلية الأنشطة التدريبية
يمكن استخدام مساعدات معلمات لتنفيذ التدخل المبكر في المنزل ولكن تحت إشراف معلمات متخصصات ومدربات جيدا في التدخل المبكر
وهكذا فولي الأمر هو المدرب الحقيقي تبعا لنموذج التدخل المبكر في المنزل. فهو الذي ينفذ الأنشطة التدريبية للطفل
من إيجابيات هذا النموذج
 تقديم التدخل المبكر للأطفال الذين لا يمكن نقلهم لمراكز تدخل مبكر.
.التدخل المبكر في المنزل غير مكلف نسبيا
 
التدريب يتم في بيئة الطفل الطبيعية ولذلك فتعميم المهارات لا يمثل مشكلة.
الوالدان يشاركان في تعليم طفلهما وهما يحصلان على الدعم اللازم من الأخصائيين والمعلومات التي يحتاجان إليها.
ومن سلبيات هذا النموذج
هذا النموذج يطلب من الوالدين القيام بعمل مكثف.
بعض أولياء الأمور ليسوا مدربين أو معلمين جيدين.
لأن تدريب الطفل مسؤولية ولي الأمر فإن دافعية ولي الأمر مهمة جدا. فولي الأمر الذي تنقصه الدافعية لن يساعد الطفل في تحقيق التقدم.
لان الطفل لا يذهب إلى مركز فالوالدان لا يأخذان قسطا كافيا من الراحة.
قد لا يكون التدريب في المنزل بنفس فاعلية وكثافة التدريب في المركز.
مع تقدم عمر الطفل وحرمانه من التفاعل مع أقرانه قد يصبح التدخل المبكر في المنزل نموذجا مقيدا يعزل الطفل. 
قد تقضي المعلمة الأسرية وقتا طويلا في الطرقات والشوارع مما يعني نقص الوقت المتوفر للتخطيط والتعليم.
ويعتبر مشروع بورتيج  Portage Projectمن أكثر برامج التدخل المبكر في المنزل شهرة على مستوى عالمي. ويطبق مشروع بورتيج على الأطفال ذوي الإعاقة أو المتأخرين نمائيا منذ الميلاد وحتى الخامسة من العمر. ويقوم المشروع بتدريب الأم على كيفية تعليم طفلها والتعامل معه لذا فهو برنامج تثقيفي للأمهات يؤهلهن ليصبحن المدرسات الحقيقيات لأطفالهن ذوي الاحتياجات الخاصة، ويطبق البرنامج على الأم والطفل داخل المنزل لأنه أكثر ملائمة للطفل وبيئته. ويقوم هذا البرنامج على زيارة الأم والطفل مرة في الأسبوع لمدة ساعة ونصف.
التدخل المبكر في المركز:
في هذا النموذج يتم تقديم الخدمات للطفل في مركز أو مدرسة. وغالبا ما تقدم الخدمات للأطفال من عمر سنتين إلى 6 سنوات. ويحضر الأطفال للمركز 4 أو 5 أيام في الأسبوع. ويمتد اليوم المدرسي من 3 إلى 5 ساعات. وغالبا ما تكون مراكز التدخل المبكر في المدن. ويمكن أن تقتصر خدمات المركز على فئة واحدة من الأطفال المعوقين ويمكن أن تقدم الخدمات لفئات متنوعة.
ويشمل التدخل المبكر في المركز تقديم خدمات متنوعة تغطي مجالات النمو المختلفة. ويقدم الخدمات أخصائيون يساعدهم فنيون أو مساعدو متخصصين. وبالطبع يحرص الأخصائيون على إرشاد الوالدين وتدريبهم ودعمهم.
من ايجابيات التدخل المبكر في المركز
يعمل في المراكز فريق من المتخصصين.
إتاحة فرص للطفل للتفاعل مع الأشخاص الآخرين.
الطفل يحصل على خدمات حتى لو لم يشارك الوالدان في تدريب الطفل.
العلاقات مع المجتمع المحلي حيث يمكن للمركز أن يبني علاقات مع أفراد المجتمع الذين قد يدعمون المركز ماليا ومعنويا وبالمتطوعين وغير ذلك.
ومن سلبيات التدخل المبكر في المركز:
مشكلات المواصلات ونقل الأطفال (فالباصات وصيانتها مكلفة ومرهقة) وكذلك قد يستغرق الباص مدة طويلة في نقل الأطفال ذهابا وإيابا. 
تكلفة المباني وصيانتها.
مشاركة الأسرة ضعيفة مقارنة بنموذج التدخل المبكر في المنزل.
التدخل المبكر في كل من المركز والمنزل:
يأخذ هذا النموذج شكلين أساسين
أوّلا: تقديم التدخل المبكر في المنزل للأطفال الأصغر سنا في المنزل وللأطفال الأكبر سنا في المركز.
ثانيا: تحديد خدمات التدخل المبكر للأطفال حسب حاجاتهم الفردية. فهذا النموذج يتميز بالمرونة. وتشبه ايجابيات وسلبيات هذا النموذج ايجابيات وسلبيات كل من النموذجين السابقين.
التدخل المبكر من خلال تقديم الاستشارات للوالدين:

هو عكس التدخل المبكر في المنزل، حيث يحضر الوالدان إلى المركز ومعهما طفلهما ويقابلهم أخصائيون أسبوعيا ويقدمون لهم المشورة ويدربونهم ويوضحون لهم كيف ينفذوا الأنشطة التدريبية مع الطفل. من ايجابيات هذا النموذج أن الوالدين يستطيعان أن يقابلا أولياء أمور آخرين في المركز مما قد يوفر لهم دعم مناسب. إيجابية أخرى هي أن الأخصائيين يرون الطفل والأسرة بدون الذهاب إلى المنزل. السلبية الأساسية هي أن الوالدين يتحملان المسؤولية الأساسية في تعليم الطفل وكذلك فإن عليهم أن يتدبروا أمور المواصلات.
التدخل المبكر في المستشفيات:
يستخدم هذا النموذج لتقديم الخدمات للأطفال الذين لديهم حالات تقتضي إدخالهم لمدة طويلة أو بشكل متكرر للمستشفى (مثل الإصابات الدماغية والشلل الدماغي والعمود الفقري المشقوق). ويشارك في تقديم الخدمات أطباء الأطفال والمعالجون الطبيعيون والمعالجون الوظيفيون وغيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق