هناك عوامل لابد أن نأخذها بعين الحسبان وأن تكون متوفرة لكي نضمن استخدام التكنولوجيا المساعدة بشكل فعّال. فاستخدام هذه التكنولوجيا بصورة غير صحيحة أو في غير مكانها لا يمكن أن تحقق الهدف من استخدامها. يشير سجيرر (2002) إلى ضرورة ملائمة التكنولوجيا لحالة الشخص الذي يستخدمها لكي تحقق الهدف المرجو منها. نستطيع تلخيص العوامل التي تعتبر أساسا في تحقيق الأهداف التعليمية وتعزيز عملية التعلم من خلال استخدام التكنولوجيا المساعدة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة بما يلي:.
1 أن لا يكون استخدام التكنولوجيا المساعدة من أجل التكنولوجيا نفسها بحيث لا يستخدمها الفرد من ذوي الاحتاجات الخاصة إذا كان بإمكانه القيام بالعمل دون استخدامها.
2.أن يكون استخدام التكنولوجيا المساعدة له أثر واضح في سد عجز أو نقص لدى المستخدم والذي بدون هذه التكنولوجيا لا يتمكن من سد هذا العجز أو النقص وبالتالي يكون الهدف من استخدامها كسر الحاجز بين ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب إعاقاتهم وتعلمهم.
3.أن لا يكون هذا الاستخدام عامل مسببا لتشتيت الانتباه لمن يستخدم هذه التكنولوجيا. فالإكثار من المؤثرات الصوتية في البرامج الحاسوبية مثلا لا يساعد على التركيز أثناء عملية التعلم.
4.أن يكون استخدام التكنولوجيا المساعدة عامل تعزيز لقدراتهم على التعلم. فعند توفر برنامج يتيح الإعادة والتكرارللفرد من فئة بطيئي التعلم من الممكن أن يساعدة في تحقيق الأهداف التعليمية المرسومة.
5. يجب أن تلائم التكنولوجيا المساعدة حالات مستخدميها. فلا بد من التعرف على خصائص هؤلاء المتعلمين وكذلك معرفة طرائق الدراسة التي يفضلونها. فكما هو الحال لدى المتعلمين الأسوياء فيما يتعلق بوجود فروق فرديه لديهم وأن كل فرد منهم يختلف عن زميله الآخر ولا بد من مراعاة الفروق الفرديه بين هؤلاء المتعلمين، ينطبق الأمر على المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة. علينا دراسة شخصية الفرد من هذه الفئة ومعرفة الاساليب والطرائق التي تجذبه نحو التعلم وتوفيرها له. فقد نجد متعلما يفضل توفر عنصر المنافسة في البرامج التعليمية المقدمة له ولا يفضل العمل التعاوني مع زملائه مثلا فعلينا إيجاد البرنامج التعليمي المناسب لهذا المتعلم الذي يوفر له التنافس سواء كان مع الحاسب أو زميل آخر أو مع الوقت (من أشكال المنافسة مع الوقت هناك بعض البرامج التعليمية توفر وقتا محددا للمتعلم لعرض المعلومة وعرض سؤال حولها بحث يكون ملزما بالتعامل مع هذه المعلومة وسؤالها في فترة زمنية معينة).
بيئات التعلم وذوي الاحتياجات الخاصة
يجب أن لا تنحصر بيئات التعلم التي توفر التكنولوجيا المساعدة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة على غرفة الفصل داخل المدرسة وإنما يجب توفر مثل هذه التسهيلات في أماكن أخرى خارج أسوار المدرسة. لابد أن تحتوي المكتبات العامة ومقاهي الأنترنت والبيت على سبيل المثال على التكنولوجيا المساعدة التي تتيح لهذه الفئات مواصلة تعلمهم اللامنهجي ومساعدتهم في ممارسة نشاطاتهم الاجتماعية بنفس الطريقة التي يمارسها أقرانهم الأسوياء. فلا يكون استخدام المكتبات العامة مقتصرا على الأسوياء وإنما يشاركهم في الاستفادة من المصادر التي توفرها هذه المكتبات أقارنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكذلك لابد من أن تساعد القنوات التلفزيونية كواحدة من بيئات التعلم توفير التسهيلات الخاصة لهم لكي يكون بمقدورهم الجلوس أمام شاشاتها والاستفادة مما تقدمه من برامج كتوفير لغة الإشارة أو كتابة النص المقروء على الشاشة مثلا. وهذا من شأنه خلق بيئات تعلم مختلفة يستطيع أفراد هذه الفئة من الاستفادة منها.
هناك العديد من أنواع التكنولوجيا المساعدة التي إذا توفرت في بيئات التعلم الغير صفية ستساعد ومن غير شك في دمج فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع الذي يعيشون فيه ويستفيدوا من التسهيلات التي تتوفر فية ويستخدمها أقرانهم من الأسوياء. يكون طابع مثل هذه التكنولوجيا عام أي يكون استخدامه متاح للجميع ممن تتناسب طبيعة التكنولوجيا المساعدة وحالة الإعاقة الموجودة لدى الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة مثلها مثل التسهيلات الأخرى التي تتوفر لعموم المجتمع كأجهزة الحاسب في المكتبات العامة حيث يستطيع أي زائر للمكتبة استخدام هذا الحاسب والبحث عن المراجع التي يريد. من ضمن الأنواع من هذه التكنولوجيا المساعدة العامة البرامج الحاسوبية الخاصة بإعاقات معينة التي تمكن الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من المصادر الموجودة والأجهزة الملحقة بالحاسوب لنفس الغرض. فعند توفر مثل هذه البرامج والأجهزة في المكتبات العامة أو مقاهي الإنترنت فلن تصبح هذه الأماكن حكرا على الأسوياء وإنما يستطيع الآخرون من ذوي الاحتياجات الخاصة من استخدامها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق